إطلاق أول فرع لدراسة هندسة الذكاء الاصطناعي في تركيا - ميكاترونكس
هندسة الذكاء الاصطناعي، من فروع هندسة الحاسوب الأكثر تطوراً، تُعنى بتصميم وإنتاج الآلات والبرامج الذكية، وأعلنت جامعة هاجيتيبه افتتاح أول فرع في هذا المجال
تتطور وسائل التعليم، وتتطور حاجات المجتمع مع تطور العلوم، وفي الوقت ذاته تنقرض بعض المهن التي لم يعُدْ لها مكان في دائرة حاجات الناس، فتنزوي ثم تختفي.
ومع تقدُّم وتطور المجتمعات والنهضة العلمية الحديثة، تزدهر أدوات العلم واختصاصاته، ويحمل كل اختصاص من الأهمية بقدر الحاجة المجتمعية إليه. ومن هذه الاختصاصات الحديثة التي ستحجز مكانها سريعاً بين أهم الاختصاصات: هندسة الذكاء الاصطناعي.
جدول المحتويات
ماذا يعني: هندسة الذكاء الاصطناعي؟
هندسة الذكاء الاصطناعي: فرع من فروع هندسة الحاسوب، يُعنى بتصميم وإنتاج الآلات والبرامج الذكية. ويتم عبر هذا الاختصاص إعداد الطلاب لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل التعرف على الكلام أو الوجوه، أو ترجمة اللغات الفورية.
وتشمل مجالات دراسة الذكاء الصناعي استخراج البيانات، والرياضيات المتقدمة، والهندسة، والروبوتات، وغير ذلك من تقنيات الذكاء التي باتت لصيقة بالحياة الحديثة.
ويعرَّف الذكاء الاصطناعي أيضاً بأنه: الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل: القدرة على التعلم، والاستنتاج، وردَّ الفعل على أوضاع لم تُبرمج في الآلة.
كما أن الذكاء الاصطناعي هو اسم لحقل أكاديمي، يُعنَى بكيفية صُنع الحواسيب، والبرامج القادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
ويعرِّف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه: "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها، وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها".
في حين يعرُّفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه: "علمُ وهندسةُ صُنعِ آلات ذكيَّة".
وقد أخذ هذا العلم أهميته في الأنشطة البشرية المتنوعة التي تزداد يوماً بعد يوم، سواء في الحياة اليومية، أو في البحوث والدراسات العلمية العميقة، وتطوير الكفاءة في مجال استخراج البيانات وتحليلها، وهو ما سيفتح الأبواب لتطوير مجموعة متنوعة من الصناعات.
جامعة تركية تطلق أول قسم لتدريس الذكاء الاصطناعي
وفي سبيل مواكبة تطوير مسيرة التعليم في تركيا، تتم الاستعدادات لافتتاح هذا الفرع التعليمي المهم، حيث بدأ الاستعداد لإطلاق أول أقسام هندسة الذكاء الاصطناعي الجامعية التي ستستقبل طلاب الموسم الدراسي المقبل.
ويُتوقع أن تتسارع الخطى في الجامعات التركية تباعاً لافتتاح فروع مماثلة.
ففي الإطار ذاته أعلنت جامعة هاجيتيبه، التي تتخذ من أنقرة مقرّاً لها، على لسان المستشار السيد "هالوك أوزان"، عن عزم الجامعة افتتاح أول قسمٍ هندسيٍّ في مجال الذكاء الاصطناعي في تركيا.
وكما أُعلن فإن هذا القسم سيفتح أبوابه في شهر أيلول/ سبتمبر 2019، ليستوعب 30 طالباً مبدئياً، ليكونوا أول دفعة يتم استيعابهم في اختصاص هندسة الذكاء الاصطناعي في تركيا.
وقال السيد "هالك أوزان" حول هذا الموضوع: " لقد تمّ إدراج قسم هندسة الذكاء الاصطناعي لدينا في دليل التفضيل لمؤسسات التعليم العالي (YKS)، الذي أعلن عنه مجلس التعليم العالي (YÖK) خلال الأسبوع الفائت".
إن النهضة التي تعيشها تركيا وتطورها الصناعي والعلمي، الذي تعيش ثورته العارمة اليوم، يفرض على تركيا أن تكون سبّاقة في هذا النوع من المعرفة الأكاديمية، وتطبيقاتها العصريَّة، وهو ما سيخلق فرص عمل من نوع آخر لهذه الاختصاصات المهمة.
ما أهمية دراسة هندسة الذكاء الاصطناعي؟
خلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات شاسعة، وتعدُّ تقنية "التعلم العميق" أبرز مظاهر الذكاء الاصطناعي، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً دون تدخُّل الإنسان، وهو ما يجري تطويره اعتماداً على هذا الاختصاص المهم.
وجاء في تصريح للبروفسور "محمد أوندار إيفي" في صحيفة ديلي صباح، مجيباً عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا القسم: "يشتملُ برنامج هندسة الكمبيوتر الخاصّ بنا حاليّاً على دوراتٍ اختياريةٍ تقنيةٍ، يمكن تضمينها في مجال الذكاء الاصطناعي، وينال الطالب الذي يدرس هذه الدورات شهادة جامعية. أما في القسم الجديد، فإننا نوفّر للطلاب الفرصة للتخصّص في المرحلة الجامعية الأولى، عن طريق اتباع منهج هندسة الكمبيوتر الذي يركّز على الذكاء الاصطناعي".
ما هي المواد التي يدرسها طلّاب هندسة الذكاء الاصطناعي؟
صرَّح البروفسور "إيفي" في معرض حديثه عن مناهج الدراسة المعتمدة في هذا الفرع: "لقد قُمنا بدراسة مناهج الدراسة ذاتها في الخارج أثناء إعدادنا للمناهج الدراسية في جامعتنا".
يبدأ تخصُّص برنامج البكالوريوس في هندسة الذكاء الاصطناعي في السنة الدراسية الثانية، بعد أن يدرس الطالب في السنة الأولى أساسيات علوم هندسة الكمبيوتر، ثم يبدأ الطالب في السنة الثانية دراسة المواد التالية: مبادئ الذكاء الاصطناعي، الحاسوب والأخلاقيات، أساسيات التعلم الاصطناعي، مختبر التعلم الاصطناعي، أساسيات علوم البيانات، مختبر علوم البيانات، اللغات الرسمية والنظرية الآلية...، ويطالَب الخريجون بتصميم مشاريع ضمن اختصاصهم.
ويدرس الطالب إضافة إلى ذلك مجموعة من المواد الاختيارية تركّز على: الإدراك واللغة، والبيانات الضخمة، والتعلم الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي الطبي، وصُنع القرار والروبوتات، بالإضافة لمجموعة من الدورات والمواد الرافدة.
وينالُ خرّيجو هذا الاختصاص شهادة: "البكالوريوس في هندسة الذكاء الاصطناعي".
ما أهمية دراسة هذا الفرع أكاديمياً وفي مجال العمل؟
وتابع البروفسور "محمد أوندار إيفي" حديثه قائلاً: "إن الحاجة لقوة عاملة مدرَّبة في مجال الذكاء الاصطناعي، على المستوى الأكاديمي وفي مختبرات البحوث وقطاع العمل في ازدياد ملحٍّ. ونتوقّع أن يتمَّ الترحيبُ بخرّيجينا باهتمامٍ كبيرٍ، في الأوساط الأكاديمية والقطاعات العملية.
ومن المتوقع أن يحصل طلّابنا على أفضل الفرص الدراسية العُليا، بالإضافة إلى فرص العمل في هذا القطاع".
ومن المعلوم أن الولايات المتحدة والصين تتخذان خطواتٍ مدروسة في هذا المجال. ولتدخل تركيا إلى هذا المجال بغاية الوصول إلى موقع الريادة فيه، كان من الضروريّ أن تقوم إحدى الجامعات في تركيا بوضع أرضية مؤسسية لهذه العملية. فكان هذا سبباً رئيساً لافتتاح هذا الفرع الجامعي التخصصي.
اقرأ ايضاً: نصائح للمقبلين على المرحلة الجامعية
تحرير: منصة الدراسة©
هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك الآن!