التعلم الذاتي
كثيرة هي المجالات التي يمكن تعلمها ذاتياً، ومنها اللغات، والبرمجة، والتصميم، والهندسات، والعلوم، وكل التخصصات التي تتاح في الغرف الصفية.
يقتصر دوره على الإرشاد والتوجيه وملاحظة القدرات الخاصة بكل متعلم واتجاهاته وميوله، وتقديم العون المرتبط بالملاحظة الدقيقة.
تتعدد مهارات التعلم الذاتي وفق عوامل عديدة، ومنها مهارة التفكير والفهم والاستيعاب، وإدارة المعرفة، والبحث عن أفضل الحلول، ومعالجة المعلومات، وكذلك مهارة القراءة والكتابة والمحادثة والاستماع، وحسن الإدارة والتوجيه الذاتي، وأهمها مهارة الدافعية وتحمّل المسؤولية الفردية وتنظيم الوقت.
لعل أهم السلبيات تقتصر على أن التعلم الذاتي لا يحقق الفاعلية المطلوبة لبعض التخصصات، كما أنه لا يتناسب مع بعض المواد الدراسية، مثل الألعاب الرياضية والمشاركة الفاعلة في المحادثة داخل الغرف الصفية، إضافة إلى عدم المواصلة التي لا وجود لموجبات تستحثها على المتابعة سوى الإرادة الذاتية.
إن الصعوبة تعتمد على فاعلية الرغبة عند المتعلم، وقدرته على المواصلة واتخاذ القرار اللازم بالتغلب على الملل، فمن كان غير صبور، فإنه سيترك الكورس إلى غيره من غير تحقيق لفائدة، فالصعوبة تكمن في التغلب على الراحة، والانكباب على الدرس والمتابعة.
التعلم الفردي يعتمد على الاستقلالية بصورة أساسية، أما التعلم الذاتي فيستند على قدرة الطالب على اكتساب المعارف التي يريدها وفق تحديداته وضوابطه ومعاييره وخياراته.
إن التعلم عن بعد هو تعليم تقليدي لكن تختلف المسافة بين المعلم والمتعلم والأدوات التعليمية فيه تقنية، ولاسيما بعد جائحة كورونا، أي أن خيارات المتعلم محصورة بنظام معين ووقت محدد ومنهاج معلوم، أما التعلم الذاتي فهو عائد إلى خيارات واسعة متاحة للمتعلم وفق رغباته وخياراته.